سورة الحجر - تفسير تفسير الشعراوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35)}
وفي هذا القول ما يؤكد أن الجن أيضاً يموتون؛ ولهم آجَال مثلنا، وفي هذا الحكم بالطرد تأكيدٌ على أنه سبحانه لن يُوفِّقه إلى توبة، ولا يعفو عنه في النهاية.
ولكن إبليس يحاول الالتفاف؛ فيأتي ما جاء على لسانه: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي...}.


{قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36)}
وكأن إبليس بهذا القول أراد أن يُفْلِتَ من الموت، ولكن مثل هذا المَكْر لا يجوز على الله أو معه، فإذا كان إبليس قد أراد أنْ يظلَّ في الدنيا إلى يوم بَعْث البشر؛ فذلك دليلٌ على أمنيته بالهروب من الموت.
ويقول الحق سبحانه رداً على دعاء إبليس: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ...}.


{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(37)}
ولحظةَ أنْ يسمعَ إبليسُ ذلك يظن أنه قد أفلتَ من الموت؛ إذ لا مَوْتَ بعد البعث، ويتوهم أن دعوته قد أُجيبت، وكأنه قد أفلتَ بغروره الذي ظَنَّ به أن يتسع له الوقت ليأخذ الثأر من بني آدم؛ فعدم سجوده لآدم هو الذي وضعه في هذا الموقف العصيب.
ولو كان إبليس يملك ذرة من وَعْي لَعِلم أن الاستكبار والتوهم بأن عنصر النار افضل من الطين هما السبب وراء ما حاق به من الطرد.
ولكن تأتي من بعد ذلك مباشرة الآية التي تتضمن عدم إفلاته من الموت؛ فيقول سبحانه: {إلى يَوْمِ الوقت...}.

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15